خصص رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني جزءا كييرا من وقت لقاء الأطر في مقاطعة عدل بگرو مساء اليوم الإثنين للحديث عن موضوع التعليم، وأكد أن وزيرة التربية وإصلاح نظام التعليم تتحدث كل ليلة منذ بداية هذه الزيارة عن واقع التعليم في البلد، وشدد رئيس الجمهورية على أن المجتمع غير المتعلم لا يمكن تسييره، ويسهل اختراقه من أي عدو وتفكيكه، لذلك فالتعليم يحظى بأولوية مطلقة، وأكد رئيس الجمهورية أن التراتبية، والشرائحية، والقبلية التي لا معنى لها، تنتشر وتسود أكثر في المجتمعات الجاهلة.
وانطلاقا من هذا الفهم وهذه الرؤية - يضيف رئيس الجمهورية-نحن عاكفون على توفير تعليم جيد لأطفالنا، ضمن مشروع المدرسة الجمهورية التي حدد معالمها القانون التوجيهي لإصلاح التعليم الذي صادق عليه البرلمان، وهو نتاج لتشاور شامل شارك فيه جميع الموريتانيين خاصة الخبراء في التربية، وأضاف رئيس الجمهورية أن قرار تأسيس المدرسة الجمهورية لم يكن سهلا بل كان صعبا للغاية، لأنه جاء ليحصر التعليم الابتدائي في المدرسة العمومية، وشكك البعض في قدرة الدولة على تنفيذ هذا القرار، وطالب البعض بتأجيل تنفيذه على الأقل، لأنه لا يتوفر ما يكفي من الحجرات الدراسية لاستيعاب جميع الأطفال الموجودين في المدارس الخصوصية، وكذلك لا يوجد من الطواقم التدريسية ما يكفي، ولا من الدعامات المدرسية، وأضاف رئيس الجمهورية أن بعض الأسر تعتبر أن هذا القرار فيه ظلم لها لأنه يمنعها من تدريس أبنائها في مدارس خصوصية قد توفر تعليما أفضل من التعليم العمومي كما تتصور، كما أن هذا القرار أفقد بعض المواطنين فرص شغل كانت لديهم، ومع ذلك تم المضي قدما في تنفيذ القرار.
ورغم كل هذه العراقيل والاعتبارات-يضيف رئيس الجمهورية- اقتنعنا أن مصلحة البلد على المدى البعيد تقتضي تطبيق هذا القرار لأن المدرسة الجمهورية ستؤتي أكلها، ولا يوجد إصلاح دون خسائر، وعلينا تحمل تلك الأضرار الجانبية ودفع التضحيات اللازمة لهذا الإصلاح التعليمي الضروري، لأنه هو المناسب لتماسك اليلد.
وكشف رئيس الجمهورية أن الإصلاح والمدرسة الجمهورية وصلت سنتها الرابعة، وتم بناء أكثر من خمسة آلاف حجرة دراسية، وتم اكتتاب 13 ألف مدرسا، وعاكفون في برنامج 2026 و2027 على بناء 8000 حجرة دراسية، واكتتاب آلاف مدرسين جددا.
وكشف رئيس الجمهورية عن التمييز الجمهوري لصالح التلاميذ المسجلة أسرهم على السجل الاجتماعي والسماح لهم بولوج ثانويات الامتياز، مع تخصيص حصص إضافية لهؤلاء التلاميذ ليلتحقوا بزملائهم، وقد أثبتت هذه التجربة نجاعتها.
وشدد رئيس الجمهورية أنه وجه الحكومة للعناية بالمدرس ووضعه في الظروف المادية والمعنية اللازمة لتأدية مهمته النبيلة لأنه يستحق كل تبجيل، وأضاف رئيس الجمهورية أنه نوه ليلة البارحة من باسكنو بدور الجيش في حماية الوطن، والليلة من عدل بگرو يشيد وينوه بدور المدرسين وأهمية الدور الذي يقومون به، وطالب المجتمع والأسرة بالعناية بالمدرس وتكريمه.
وقال رئيس الجمهورية إنه يوجه نداء للنخب السياسية، والثقافية، والاقتصادية للقيام بهبة وطنية لصالح التعليم وتطويره، من أجل محو الفوارق وزيادة التماسك بين المجتمع، والانتاج والتنمية.
هذا، وتفاعل الجمهور الحاضر بالتصفيق مع حديث رئيس الجمهورية عن التعليم والتأكيد على المضي قدما في تطويره رغم كل الصعاب والتحديات.