تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

نائب الطينطان سابقا يكتب : مئوية الطينطان.. قرن من التاريخ والوحدة والعطاء

تمر هذه الايام مائة عام على تأسيس مقاطعة الطينطان… المقاطعة التي وُلدنا في ربوعها وتربّينا في أحضانها وتعلّمنا منها كل معاني القيم الأصيلة قيم الأخوة وتقبّل الآخر والتعايش في انسجام ووئام.

بهذه المناسبة نتوجّه بخالص الشكر والتقدير إلى القائمين على هذا المهرجان المهيب وفي مقدمتهم صاحب الفكرة الرائدة الأخ الرئيس أكار ولد المصطفى ولد انهاه الذي أحيا بعمله هذا ذاكرة الطينطان وتاريخها العريق.وإذ نغتنم هذه الفرصة للتعبير عن اعتزازنا بهذا الحدث الكبير.لايسعنا إلا أن نُبدي أسفنا العميق لعدم تمكننا من حضور فعاليات الافتتاح البارحة وذلك لوجودنا خارج الوطن في هذه الفترة وهو غياب فرضته الظروف لكن قلوبنا كانت ولا تزال حاضرة مع أهلنا وإخوتنا في الطينطان، نشاركهم الفرحة ونشدّ على أيديهم.

تقع مقاطعة الطينطان في قلب 

ولاية الحوض الغربي وتمتد على مساحة تقارب عشرة آلاف كيلومتر مربع بمحاذاة الجارة مالي مما منحها عبر التاريخ موقعًا استراتيجيًا جعلها مركزًا للتبادل التجاري وملتقى للتجار والمستثمرين من مختلف أنحاء الوطن.

الطينطان ليست مجرد مقاطعة إدارية بل هي صورة مصغّرة لموريتانيا كلها من محاظرها خَرج العلماء ومن أرضها برز الأدباء والمغنون الذين أغنوا الساحة الثقافية الوطنية. ومن أسواقها النابضة انطلقت أنشطة تجارية جعلتها قلبًا نابضًا للاقتصاد. وهي أيضًا رمز حيّ للوحدة الوطنية الحقيقية حيث تعايشت فيها كل مكونات الشعب الموريتاني بروح من الإخاء والتآزر.

تميّزت الطينطان عبر تاريخها بريادتها في التنمية الحيوانية فكانت موردًا أساسيًا للعاصمة نواكشوط ومصدرًا رئيسيًا للصادرات إلى الجارة السنغال مسهمةً في جلب العملة الصعبة وتعزيز الاقتصاد الوطني. كما تحتضن المقاطعة واحات نخيل باسقة رافقت نشأتها وما تزال حتى اليوم مصدرًا للعطاء والخير.

وعلى الصعيد السياحي، تتزيّن الطينطان بمناظر طبيعية خلابة خاصة في موسم الخريف حيث تتحوّل سهولها إلى لوحات فاتنة تجذب الزوار. وقد كان هذا العام مميزًا بعد التوجيه السامي لفخامة رئيس الجمهورية بتشجيع قضاء العطل داخل الوطن. وهنا تتجلى الفرصة حيث ندعو المستثمرين في المجال السياحي والتجار إلى اغتنام هذه الإمكانيات الاستثمارية الكبيرة فمقاطعة الطينطان ترحّب بالجميع وتوفّر مناخًا واعدًا للتنمية والازدهار.

ورغم ما تحقق ما تزال المقاطعة بحاجة إلى المزيد من الدعم في المجالات الأساسية، خاصة بعد نكبة 2007، الأمر الذي يستدعي تكثيف الجهود لمساندة المنمّين والمزارعين وأصحاب واحات النخيل حتى تظل الطينطان كما كانت دائمًا عطاءً متدفقًا للوطن.

الطينطان أرض التاريخ وفضاء الثقافة وموطن الوحدة الوطنية، وحاضنة الفرص الاقتصادية.

إنها بحق صورة مصغّرة لموريتانيا وعنوان بارز لمستقبل واعد.

 

النائب السابق لمقاطعة الطينطان محمد المختار الطالب النافع.

أحد, 05/10/2025 - 13:28

تابعونا

fytw