لماذا يعزف منتخبو ومسؤولو وداعمو نظام الرئيس غزواني عن تثمين ما تحقق من إنجازات في ولاية لعصابه ومقاطعة كيفه خاصة خلال السنة الأولى من المأمورية الثانية لهذا النظام؟ أم انه لا يوجد ما يستحق التثمين؟
تحاول وكالة لمسيله ميديا منذ 3 أيام الاتصال بمنتخبين، ومناضلين، وفاعلين ومسؤولين من أبرز داعمي هذا النظام كما يقولون من أجل تسجيل تصريحات، او إجراء مقابلات حول " إنجازات النظام الحالي " خلال السنة الأولى من المأمورية الثانية، ورغم ان خمس الحكومة الحالية ينحدرون من ولاية لعصابه وكذلك الرئيس وعشرات المسؤولين الكبار، إلا أن شعبية النظام بين سكان لعصابه تبدو غير مرتاحة، ولا راضية عن هذا النظام، أما المنتخبون والمسؤولون فيفضلون البقاء على الصامت، او على الأقل أخذ الإذن من مرؤوسيهم قبل التصريح، وهو ما يشكل دليل ضعف أو خوف من اطلاع الرأي العام المحلي على حقيقة ما يجري.
يرى الفيلسوف الأمريكي جيري سبينس، أحد القضاة الأمريكيين الذي اتسم بالبراعة الفائقة، حيث لم يخسر قضية واحدة أمام هيئة المحلفين طوال 40 سنة أنه " لكي تقنع الآخرين بما تريد فينبغي أن يصدقوا حديثك أولا، ولكي يصدقوا حديثك ينبغي أن يكون حديثا واقعيا وصادقا" و هو ما يعني أن الخطيب عندما يفقد الأمانة في الحديث فإننا عادة ينتابنا الشك في صدق حديثه، ومما لا شك فيه انه لا أحد يريد أن يبدو كاذبا أمام الناس، لكن القدرة على اقناعهم بما تحقق ولو لم يصلهم تأثيره أبدا أو وصلهم مؤقتا كما هو حال خدمات الماء والكهرباء، والصحة والتعليم يتطلب شجاعة في الاعتراف بقلة المنجز، رغم أهميته وافهام الناس أسباب الخلل والمسارعة في علاجه، لذلك كانت قرارات الرئيس السابق ولد عبد العزيز في بداية مأموريته الأولى شعبوية، لكنها حصدت شعبية واسعة حيث كانت أوامره و توجيهاته تنفذ في الحال دون المرور بالدراسة، والجدوائية، ثم خطة التدخل، والتنفيذ وغيرها من المراحل التي تشكل عادة فرصة لاستنزاف التمويل قبل أن يبدأ المشروع المنتظر.
لا شك ان السنة المنصرمة من المأمورية الثانية حملت العديد من الإنجازات في ولاية لعصابه في مجالات مختلفة وخاصة البنى التحتية، والخدمات الأساسية، وتقديم المعونات، ويجري التحضير خلال هذه الأيام لإطلاق الخطة الاستعجالية وهو ما يشكل مادة دسمة للحديث الصادق والتثمين المبرر، الأمر الذي يطرح العديد من نقاط الاستفهام والتعجب حول الصمت المطبق بين داعمي هذا النظام، ومالذي أخرسهم هذه المرة عن التثمين والإشادة ؟
المدير الناشر لموقع لمسيله ميديا