إلى متى تبقى فرحة سكان مدينة كيفه بحلول فصل الخريف ناقصة ، حين تتحول نعمة الأمطار المصاحبة له إلى نقمة ، بل و حتى كوارث احيانا ، و ذلك عندما تتقطع أوصال جميع أحياء المدينة لركود المستنقعات المائية في أكثر الطرق و الزقاق الموجودة بها ، و التي هي أصلا غير معبدة و لا ممهدة و لم يراعى في رسمها مخططا عمرانيا سليما يقيها العشوائية ، ليجد سالكوا هذه الطرق انفسهم مجبرين على التراجع او الإلتفاف إلى وجهة أخرى سواء كانوا راكبين أو راجلين ، ليصل الأمر ببعضهم حَدَّ اختراع جسور و معابر قطع الحجارة المتأرجحة لتفادي السباحة في هذه المياه الآسنة الموحلة ، في مهمة عبور تُذَكِّر بالألعاب المائية الترفيهية في المسابح الألمانية ، و ذلك ليلج هؤلاء إلى مرافق عمومية تمت محاصرتها بالمياه بالكامل : كمسجد الجديدة ، و جارته إدارة الأمن و دار البلدية و مستوصف اتويميرت و غيرها كثير ؟
إنه لمن المؤسف حقا ، ان لا نستحضر عند ما نحاول الحديث عن الصرف الصحي بكيفه ، أي إنجاز مرتبط بهذا الموضوع أكثر من المحاولة الفاشله اليتيمة ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﻠﺪية ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ، ﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺟﻊ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻋُﻬﺪﺓ ﻣﺎﺿﻴﺔ و المتمثلة في ﺑﻨﺎﺀ ﻗﻨﺎﺗﻴﻦ ﺍﺭﺿﻴﺘﻴﻦ ﺍﺳﻤﻨﺘﻴﺘﻴﻦ ، ﻟﺼﺮﻑ ﻣﺴﺘﻨﻘﻌﻴﻦ ﻫﺎﻣﻴﻦ .
ﺃﻭلى هاتين القناتين ﻻ ﺗﺰﺍﻝ فتحتها ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻨﺪ المدخل الغربي ﻟﻤﺴﺠﺪ الجديدة ، ﺷﺮﻗﻲ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺠﻬﻮﻳﺔ ﻟﻸﻣﻦ متجهة ، ﺟﻨﻮﺑﺎ ﻣﺮﺭﻭﺭﺍ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﻀﻤﺎﻥ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ، ﻟﺘﺼﻞ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺴﺘﻮﺻﻒ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ، ﻭ ﺗﺘﻼﺷﻰ ﻭ ﻳﻨﻄﻤﺲ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﺎﺩﺓ "ﺍﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺩﺍﻫﺎ" ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﺗﻜﻤﻞ ﻣﺴﺮﺍﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭ ﺍﻥ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﻟﺘﺼﺮﻑ ﻣﻴﺎﻫﻬﺎ ﻋﺒﺮﻫﺎ .
ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻌﺎﻳﻴﺮ ﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻭ ﻧﻔﺲ ﺍﻹﺭﺗﺠﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭ ﺍﻟﻬﺪﻑ ، ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﻧﻄﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻴﻦ ﺩﺍﺭ "ابراهيم ﻭﻟﺪ ﺳﻌﻴﺪﻭ" ، ﻭ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﻌﻤﺪﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺣﻲ ” ﺍﻗﻠﻴﮓ ﻭل ﺳﻠﻤﻪ ” متجهة ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻬﺔ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻣﺮﻭﺭﺍ ﺷﺮﻕ ﺩﺍﺭ "ﺍﺣﻤﺪ ﻟﻌﺒﻴﺪ" ، ﻟﺘﻠﻘﻰ ﻧﻔﺲ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﺧﺘﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺩﺍﺭﻱ ﺃﻫﻞ "ﻗﻠﻤﻪ" ﻭﺍﻫﻞ "ﺃﮔﺎﻩ" .
ﻧﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻘﻨﺎﺗﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺳﻮﻯ ، ﺃﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ( ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ) ﺍﻭﻗﻌﺖ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺳﻘﻔﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻋﺠﻼﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﻓﻮﻗﻬﺎ ، ﻟﻴﻠﺠﺄ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺭﺩﻣﻬﺎ ﺑﻜﺐ ﺍﻟﻨﻔﺎﻳﺎﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺻﺎﺭﺕ ﺧﻨﺎﺩﻕ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ .
ﺃﻣﺎ أﺧﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ، ﻓﻠﻢ ﺗﻌﻂ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺳﺎﺑﻘﺘﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺿﺤﺎﻳﺎﻫﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ، ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﻭ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ، ﻷﻧﻬﺎ ﺷُﻘَّﺖْ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ ﻟﻺﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺣﻠﻴﺒﻬﺎ ﻭ ﺍﻹﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﻀﻌﺎﻓﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﺧﻨﺎﺩق احتلت ﻣﺮﺣﺎﻧﻬﺎ ﻭ ﺗُﺮﻛﺖ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻮﻥ ﺑﺮﺩﻣﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﻳﻀﻬﺎ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻃﻔﺎﻝ ﻭ ﻋﺠﺰﺓ ﻟﻠﺨﻄﺮ .
ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺎﺫﻳﻦ ﺍﻟﺨﻨﺪﻗﻴﻦ ﺃﻗﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺿﺨﻢ ﻟﻠﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ، ﻭ ﺑﺘﻤﻮﻳﻞ ﺍﺟﻨﺒﻲ ﺑﺎﻫﻆ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﻭ بتنفيذ ﻣﻘﺎﻭﻟﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺷﺒﺎﺑﺎ ﻭ ﺷﻴﻮﺧﺎ .
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﻔﻪ ﺍﻟﺤﺒﻴﺒﺔ .
ﺍﻟﻨﻬﺎﻩ ﻭﻟﺪ ﺍﺣﻤﺪﻭ 22442289