تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

دبلوماسية غزواني في مواجهة برغماتية الرئيس ترمب/ عال يعقوب

هل كانت مقاطعة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في لقاء القمة الأفريقية الأمريكية إهانة دبلوماسية أم برغماتية أمريكية؟

بالعودة إلى القمة الإفريقية الأمريكية في لقاء الرئيس الأمريكي ترمب بالرؤساء الأفارقة الخمسة يوم امس الأربعاء في البيت الأبيض، نجد أن الرئيس الموريتاني تكلم حوالي 7 دقائق بلغة بسيطة جذابة، حملت الكثير من عبارات الثناء والمدح للرئيس ترمب، وربما أراد من خلال ذلك ان يهدأ من نرجسية شخصية ترمب، ويكبح جماح عنفوانه، وهو المعروف في لقاءات سابقة بالحدة والصراحة في المقابلات حد يخرج في بعض الأحيان عن حدود اللباقة.

 لكن الرئيس غزواني أيضا اسهب بعض الشيء او ربما وهو المعروف بأخلاقه الرفيعة في الانصات للآخر ،وتقديره أحب ان يعامل بما يحب ان يعامله به الأخرون، غير ان برغماتية الرئيس الأمريكي ترمب غلبت عليه ،فقاطعه بأسلوبه التهكمي المعتاد " لا أريد أن اقضي كثيرا من الوقت في هذا الموضوع "، ولا شك ان اختلاف شخصية غزواني وترمب جلي فالأول انطوائي (يفكر بهدوء قبل التحدث) والثاني انبساطي (يتحدث أولا ثم يفكر)، غزواني يركز على العلاقات، وترمب يفضل العمل.

أما في الجزء الثاني من المداخلة فقد جاء عرض الرئيس غزواني صادقا وموضوعيا في الحديث عن حجم، ووزن موريتانيا في العلاقات الدولية بالمقارنة مع الولايات المتحدة الأمريكية في إشارة أخرى ان ترامب الباحث عن الفرص بمعنى الفائدة، والربح الوفير لن يجد لدينا ضالته، وبالتالي فنحن ننشد الدعم الأمريكي فيما تتيحه امكانياتنا المتواضعة من فرص للاستثمار.

هكذا أراد الرئيس الموريتاني ان يوصل رسالته إلى الرئيس الأمريكي، فهل كان مقنعا؟

لا شك ان وجهات النظر تبقى متباينة في هذا الصدد لكن الرئيس غزواني اجتهد في ذلك، وتجنب التأزيم، حيث توقف بلباقة فائقة عندما شعر بالإحراج فقال " لا أريد أن أطيل عليكم".

 

 عال ولد يعقوب

جمعة, 11/07/2025 - 10:57

تابعونا

fytw