نظم اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين مساء اليوم الأربعاء 30 أبريل ندوة تحت عنوان " قراءة في مؤلفات الكاتب الكبير الدكتور الشيخ سيد عبد الله" بمقهى الأدب بمقاطعة تفرغ زين حضرها العشرات من رجالات الأدب والمفكرين وأصدقاء الدكتور وطلابه.
وتميزت الندوة بقراءة في ثلاثة كتب من مؤلفات الدكتورهي: كتاب الشعر والفقه (النسق والإبداع في الكتابة الشنقيطية)، وكتاب رمزية الحيوان ثم كتاب العجائبي في الكرامات الموريتانية (النص والاشتغال).
الدكتور الشيخ سيد عبد الله عبر عن سعادته بحضور هذه الأوجه الكريمة، والقامات الأدبية التي ستثير بعض النقاط، والتساؤلات حول هذه الكتب الثلاثة التي تعد من آخر مؤلفاته حسب التسلسل الزمني، مبرزا انه يريد أن يوضح في المداخلة أسباب تأليفه لهذه الكتب والإشكالات التي دعته إلى التأليف فيةهذه المواضيع.
وأضاف الدكتور بأن قضية " الشعر والفقه" أثارته منذ تحضيره لأطروحة الدكتوراة، مؤكدا ان اصطدام الشعر بالفقه، أو وقوف الفقه أمام الإبداعي الأدبي بدأت منذ أيام الإمام ناصر الدين وقصته مع الشاعر صاحب البيتين: إن حوراء من بني سعد حبها عالق في النفوس ...
وأردف ان بلاد شنقيط من البلاد القلائل التي شكل فيها الشعر نازلة فقهية وهو دليل على اهتمام أهل تلك البلاد بالشعر.
وأضاف بأن الكتاب يتناول أيضا: شعرية الفتاوي الفقهية، والنظرية الشعرية للشناقطة.
أما كتاب "رمزية الحيوان" فأوضح المؤلف بأنه حاول فيه استنطاق القصص الحيواني وما يرمز إليه لدى جميع مكونات المجتمع الموريتاني، في حين يمثل الكتاب الأخير " الكرامات" أول كتاب يحاول تحليل الكرامات في موريتانيا للإجابة على السؤال: ما لذي تؤديه الكرامات كبنية ثقافية في المجتمع الموريتاني؟ من حيث رصد النص الكراماتي في موريتانيا، والموقف من الكرامة وتمظهرات الكرامة ،وأثرها في تأسيس المجتمعات ثم الكرامة والأنساق الثقافية.
الدكتور احمد حبيب الله قرأ في كتاب الشعر والفقه شكر اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين على هذه الندوة مبزرا ان سيحوله كلامه من الكتاب إلى صاحب الكتاب، مؤكدا أنه اكتشف موهبة الكاتب وتميزه منذ كان طالبا عنده في السنة الرابعة من التعليم العالي، حيث كان يأتي بمراجع ونصوص نادرة لا تتوفر حتى للباحثين حينها.
الدكتورمحمدو ولد أحظانا قال إن ما أدهشه في كتاب " رمزية الحيوان" هو الأمانة العلمية للكاتب، إضافة إلى جودة ترتيب الأفكار الذي يبرز وحدة السبك قصد الإبلاغ.
وأضاف أحظانا ان الكاتب قارئ جيد ومطلع بشكل موسوعي، مؤكدا ان الباحث تناول موضوعا بسيطا " غير فخم" لكنه اجاد فيه وأفاد، داعيا جمهور الكتاب إلى البحث عن مواطن الإبداع الفطري بأنواعه المختلفة موضحا ان جميع الأفكار العظيمة في تاريخ البشر هي أفكار بسيطة.
بدوره ركز الدكتور محمد الأمين محمد المصطفى في قراءته على ان الكتاب لبنة من لبنات الاهتمام البحثي اتخذه الدكتور الشيخ طريقته مرتبا عطاءه فيه بحذاقة الباحث وعين الناقد المتمكن في موضوع تجافاه الباحثون قبله رغم الأسئلة والاستشاكالات التي يطرحها والتي تجعله مجالا جديرا بالاهتمام.
وأضاف الدكتور محمد الأمين بأن الكتاب بحث منهجي ومصطلحي أيضا في مضامينه ومفاهيمه أصل لمفهوم العجائبي ودلالة الكرامة تنقل فيها الكتاب بين التاريخ ومدارات التصوف مما جعل البحث يكتسي شرط الراهنية إذ هو قراءة في الأنساق ومساءلة في مدونة نصية كبيرة واقتحام لقراءة المجتمع من بوابة المسكوت عنه.














